
أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، عن تفكيك خلايا لتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك ضمن عملية أمنية واسعة في عدة محافظات وذلك قبل زيارة مرتقبة للرئيس السوري احمد الشرع الى واشنطن الاثنين المقبل لبحث العديد من الملفات من بينها ملف مكافحة التنظيم المتطرف. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على عناصر مطلوبة، وضبط مواد وأدلة على ارتباطهم بأنشطة إرهابية.
وقالت الوزارة في بيان “نفّذت وحداتنا الأمنية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية أمنية واسعة استهدفت خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش في عدد من المحافظات”. وبينت أن ذلك تم “استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، ومتابعة حثيثة لتحركات هذه العناصر على مدى الأسابيع الماضية”. وأضافت أن العملية “تأتي في إطار الجهود الوطنية المستمرة لمكافحة الإرهاب، والتصدي للمخططات التي تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين” متابعة “أسفرت العملية عن تفكيك عدة خلايا إرهابية، وإلقاء القبض على العديد من العناصر المطلوبة (لم تحدد عددهم)”.
كما أشارت إلى “ضبط مواد وأدلة على ارتباطهم بأنشطة إرهابية، يجري حاليا تحليلها واستكمال التحقيقات بشأنها من قبل الجهات المختصة”. واعتبرت الداخلية السورية أن هذه العملية “تجسّد مستوى التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية، وكفاءتها في التعامل الاستباقي مع التهديدات، بما يرسّخ الالتزام الثابت بحماية أمن الوطن واستقراره”.
وتعمل الإدارة السورية الجديدة على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية إضافة الى مكافحة تنظيم داعش حيث يعتبر مكافحة الإرهاب من بين أبرز المطالب الدولية خاصة بعد رفع العقوبات الأميركية عن سوريا وكذلك رفع العقوبات الأممية عن القيادة الحالية وبالتحديد الرئيس الشرع ووزير داخليته أنس الخطاب. وتُواجه واشنطن قلقًا متزايدًا من استغلال تنظيم الدولة للوضع الجديد في الساحة السورية وبالتالي سيكون تعميق التعاون الأمني وتأكيد التزام دمشق بمكافحة الإرهاب عبر الانضمام إلى التحالف الدولي أولوية قصوى على طاولة المباحثات في واشنطن.
ومن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة مزيدًا من الشفافية والالتزام بالخطوات الجادة التي اتخذها الرئيس الشرع فيما يخص ملفي المقاتلين الأجانب وأماكن احتجاز سجناء “داعش”. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حث خلال لقائه بالشرع على هامش قمة المناخ في البرازيل دمشق إلى الانضمام الكامل إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكداً أن المرحلة الجديدة تتطلب تعاوناً أمنياً واسعاً لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية خطط لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد لكن تم احباط معظمها. ومن جانبه شن التحالف الدولي عمليات واسعة لملاحقة فلول التنظيم وألقى القبض على العديد من قياداته. وفي 8 ديسمبر 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024) الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).
